أمسية فنون الباحة.
أمسية فنون الباحة.
-A +A
علي الرباعي (الباحة) Okaz_Culture@
أكد متسامرون في أمسية هيئة الثقافة وفنون الباحة، أن الملك سلمان بن عبدالعزيز بما يملك من ثراء ثقافي يقف وراء قرار استقلال الثقافة بوزارة تعنى بشؤون المثقفين، مثمنين لخادم الحرمين الشريفين ولولي عهده العناية بالنخبة في كل مناطق المملكة، مؤملين أن تكون الوزارة نواة نحو فضاءات رحبة من العطاء والإبداع.

واستعاد مثقفون مساء (الأحد) الماضي، رمضان زمان بكثير من الحنين، وقالوا إن رمضان في الماضي كان يشهد سهرات شعرية وطربية قبل أن يغتالها بعض الصحويين المتشددين.


وكشف الكاتب عبدالناصر الكرت أن من مزايا رمضان في الماضي تتمثل في عدم اختلاف يومه عن غيره، موضحاً أن الأهالي يتباشرون بقدومه شأن أي ضيف آت عليهم من مكان بعيد، فيرتلون أدعية وأهازيج وكأنما هو مقبل عليهم ويصعد تدريجياً من عقبة الباحة حتى أن خيال الأطفال يجنح بهم إلى

أن رمضان إنسان، ولفت الكرت إلى أن كل أفراد الأسرة يشاركون في العمل والإنتاج ورعي الأغنام في شهر رمضان، وأشار إلى دور الإذاعة في التثقيف والتوجيه والتسلية في ليالي رمضان، مؤكداً أن الأطفال كانوا يمثلون على مسرح في القرية طيلة ليالي الشهر، فيما لفت إلى أن بعض الشبان بحكم القيظ يفطر من وراء الحنفية. وتناول الدكتور سعيد الجعيدي تجربته مع القراءة في رمضان بدءا من قراءة كتاب (جواهر الأدب) وهو في السادسة الابتدائية وكتابات شوقي ضيف، ودور المذياع والبرامج الثقافية. وأكد الدكتور خميس السالمين أن رمضان لم يكن يختلف عن سائر الشهور، كون المزارعين والرعاة يضعون طلب العيش في المرتبة الأولى. وأشار إلى أن قريته كانت تشهد سهرات شعرية وطربية في رمضان منها العزف على العود من أحد فناني المنطقة، إضافة إلى لعب البلوت، ولفت إلى أن الأولين لا يتشددون كثيراً في أداء النوافل. وسرد القاص جمعان الكرت جملة من تفاصيل القرية في منطقة الباحة في شهر رمضان منذ خمسة عقود، بدءا من إعلان الصوم من خلال «مشعال» يوقد على قمم الجبال، مروراً باحتفال المجتمع الزراعي بالشهر الكريم من إدخال الموسرين بعض الوجبات الدخيلة، ومنها التطلي والشعيرية، موضحاً أن روحانية رمضان تتجلى في الألفة والتلاحم والمسامرات.

الشاعر عبدالرحمن سابي، قال إن بعض الشبان كانت لهم تصرفات شيطانية منها شراء علب التونة الصفراء ومشروب ميراندا والذهاب للأودية لأكلها بعيداً عن أعين الأهل والمجتمع، مشيراً إلى أن النساء كن يلعبن في رمضان بشكل ليلي، مستعيداً الشوق لكسوة العيد، وعدّ الفنان جميل العباسي شهر رمضان شهراً إنسانياً لا يخلو من عمل وعبادة وحياة فنية، مشيراً إلى أنه أدخل الغناء بالعود إلى القرية، وكان يعزف عوده في رمضان دون نكير حتى ظهرت الصحوة فانقطع الطرب ولم يخف تأثره بالصحويين وهجر عوده مدة عامين ثم خرج من المأزق، وعاد للبحث عن أصدقائه القدامى من عشاق فنه. قدّم الأمسية شعرياً عبدالعزيز أبو لسة.